oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

النهضة تجربة متفردة ومستقبلية

03 فبراير 2020
03 فبراير 2020

على مدار خمسين سنة فقد استطاع جلالة السلطان الراحل - طيب الله ثراه - أن يؤسس دولة عصرية وحديثة بناء على الاستفادة من مقومات الأرض والمجتمع، وهو ما جعل الأساس صلبا من حيث الإرث الذي سيكون له الاستمرارية المستقبلية بإذن الله مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - وبمشاركة أبناء الشعب العماني في مناحي الحياة الإنسانية كافة وقطاعات الحياة والإنتاج.

عندما يكون الحديث عن المكتسبات فإنه من الصعب حصرها، ولكن يمكن الكلام عن المفاهيم العامة التي تأسست طوال العقود الماضية، التي تشكل ميثاقا وارف المعاني لخط وفكر النهضة العمانية الذي أصبح نموذجا متفردا في المجتمع الإنساني والدولي.

ليس أبلغ دليل على ذلك، من جلسة التأبين التي أقامتها الأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة الماضي وهي تستحضر مآثر القائد الراحل رحمه الله، الذي بنى هذا الصرح العظيم، وقد كانت الإشارات جلية إلى تفرد التجربة العمانية في المشروعات الإنسانية والإنمائية والثقافية والمعرفية.

إن مشروع النهضة الحديثة في عمان الذي استطاع أن يقيم وفاقا مميزا بين الأصالة والمعاصرة، وبين القيم التراثية والحدثية، يحتاج التأمل المتمعن للخروج بالكثير من النتائج والاستخلاصات، التي تؤكد أننا أمام مشروع له خاصية الاستمرار وتوليد المعاني والأفكار من خلال التأكيد على التجربة وصقلها بالمزيد من العمل والإنتاج والحفاظ على خط المكتسبات ودعمه بالعمل الدؤوب المضاعف. يبقى القول إن الحديث عن آفاق المستقبل هو هدف استراتيجي مستمر ومتغير، استمراريته مأخوذه من جوهر علاقة الإنسان مع مشروع الحضارة ودور الذات في العالم الذي لا يهدأ أو يتوقف عند نقطة معينة، أما التغيير فهو سنة وطابع الحياة في كونها تتجه دائما نحو المزيد من الفاعلية والعطاء والابتكار لأجل إيجاد الأفضل.